بسم الله الرحمن الرحيم
كتب في ثار الزهراء في شبكة مصباح الهدى:
موضوعٌ قد يثيرُ تساؤلاتٍ في ذهن البعض، وقد يقدحُ في وجوه الاخرين علامات الدهشه والاستغراب .. السؤال كما هو أعلاه .. هل نجح الحفل التأبيني هذا العام في ايصال رسالته وهل كانت رسالته ذات جدوى؟
افتتح الجواب ببعض المقدمات:
المقدمه الاولى:
البعض يتصور أن الجانب المعرفي هو ما يُنشدُ عادةً من أي حفل، فيقيس الاستفاده من ناحية الجانب المعرفي فقط. وهذا التصور يشوبه بعض التشويش في الفهم. لماذا؟ لانك تطلب من كل الفقرات أن تعطيك محتوىً معرفي والا فانها فاشله!! فالقرآن -وفق هذه النظره يجب أن يضخ محتوى معرفي، وكذلك الامر بالنسبة للقصيده والاوبريت والمشاهد المسرحيه والاجتماعيه والا ... .
والتصور الصحيح أن لكل فقره بعدٌ تناقشه في طياتها، فمثلاً المسرحيه الاجتماعيه ليست مطالبه بارساء الابعاد الفقهيه أو العقائديه أو المعرفيه في جنباتها لانها تحمل رسالة اجتماعيه وتزاحم الرسائل قد يخلق تشويشاً لدى الجمهور المتلقي ناهيك عن كون الهدف الاساس منها ارساء البعد الاجتماعي فقط، وأما غيرها من الابعاد فغيرها من الفقرات تتناولها. نعم ان وفق كاتب السناريو لادراج هذه الابعاد، فهذا جميل ولكن علينا بأن لا نحاسب المسرحيه الاجتماعيه اذا لم تتناول الابعاد السابقه في طياتها.
مثالٌ أخر على ذلك هو القصيدة الشعريه والابريت وقد جمعتُ بينهما لانهما من منبعٍ واحد وهو القصيده. تهدف القصيدة الى تناول الموضوع من جانبٍ بلاغي وموسيقى خاصه، وتطرح في خضمها أفكار ومضامين تختصر فيها الكلمات والعبارات. فعلينا على ان لا نحاسبها اذا لم تناقش بعض الابعاد المرتبطه بالموضوع كالبعد الفقهي مثلاً!!!
المقدمه الثانيه:
في حفل هذا العام، كان لكل فقره بعداً خاصاً تناقشه. فالايات العتره من سورة لقمان، استعرضت لنا وصايا لقمان الحكيم لولده، وكانت الايات مدرسةً في التربيه فطرحت البعد التربوي في فهم للوصيه، فالوصيه هنا توجيهٌ سلوكي تربوي. وبعدها جاءت فقرة تأبينية للفقيد حسين جاسم رحمه الله ولا أحد ينكر بأن هذا الشاب يستحق وبجداره ان نَخُصَّهُ بالذكر والتأبين.
تَلت الفقره التأبينية المسرحيه الاجتماعيه وطرحت الجنبه الاجتماعيه للوصية، والاثار الاجتماعيه المترتبة على كتابة أو عدم كتابة الوصيه. فكان جلياً للعيان كيف ان وصية أبوصالح حفظت حقوق الناس في حال ان الكثير من الناس قد يتغافلون الوصية فتضيع حقوق الناس وكم من حوادث سمعتها بنفسي لحقوق ناس أنكرها الورثه لان والدهم لم يوثق ذلك بما يحفظ حقوق الناس. وما اجمل ان يتم توزيع نموذج من الوصيه في هذه اللحظة بالذات.
وجاءت الفقره الحواريه فيما بعد لتطرح البعد المعرفي والمتضمن للجنبه الفقهيه والعقائديه. ورغم البدايه الجميله الا انه وللاسف الشديد فان تركيز سماحة الشيخ سجواني انصب على محاور كمحور التعريف بالوصيه والمحور الفقهي وأهمل قدر محاور كان التركيز عليها كالمحور العقائدي والمتمحور في ترك وصية النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم. ومن هنا كان لزاما أن نشير ان هذا المحور كان من المحاور التي ركزت عليها اداره الحفل التأبيني الا انه وللاسف الشديد لم يلقى حقه في الحفل وهو أمرٌ خارجٌ عن ادارة الحفل.
بعد ذلك جاءت القصيدة الشعريه (عينيةُ الأسى) والتي حملت انطلقت من ظلامة سيد الشهداء عليه السلام لتربطها بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم واهمالها وما جرى على أهل البيت عليهم السلام من مظالم وما جرى في الدنيا لتختم بأنّ دواء داء اهمال الوصية هو الفجر المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.
ومن ثم عرج البحث لتناول البعد التاريخي في الوصية، فعرجت لوصية الامام علي عليه السلام واستغرب من البعض الذي كان متحيراً من اختيار مشهد الامام علي عليه السلام، ولدفع الحيره، نلخص الاختيار في ثلاث محاور:
ألف: أن الامام علي عليه السلام هو ركيزه اساسيه في محور الوصيه، فهو الوصي والموصى له والموصى به وهو الوصيه الكبرى التي أهملتها الامه من بعد شهادة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
باء: ان الامام علي عليه السلام ومن على فراش المرض كان يؤكد على بعد الوصية ويدعمها، فاشتملت وصاياه على ابعاد تربويه واخلاقيه وعقائديه ما احوجنا لان نعيشها من سيد البلغاء والمتحدثين.
جيم: ربط حدث استشهاد الامام امير المؤمنين عليه السلام في الكوفه (وهو سلطانها) بما جرى على ذريته، وكان البعد التاريخي دائما يسلط الضوء على بعد الوصيه في فكر المعصومين عليهم السلام.
واختتم الحفل بفقرة الاوبريت الشعري -الذي أحيا لحنا تراثياً وهو لحن ذا الجناح- لنعيش في أجواء وصية الامام الحسين عليه السلام عليه السلام، قبل العروج للطمية الختاميه والتي تمحورت ايضا حول بعد الوصيه وثواب العمل بالوصيه.
وبين هذه الفقرات، كان عرض البوربوينت يدرج احاديث عن النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم في محور الوصيه وخصوصاً البعد العقائدي ووصيتة بأمير المؤمنين عليه السلام.
المقدمه الثالثه:
في كل عام وقبل الحفل التأبيني، يستدعى الشباب العاملون في اللجان الثقافيه في مناطق صحم في اجتماع تخطيطي، يتناول في اسبوعه الاول الموضوع المقترح وفي الاسبوع اللاحق الفقرات المقترحه لتدرج في الحفل التأبيني، وهي تجربة استشاريه علينا ان لا نغفلها.
بعد هذه المقدمات ندلفُ في الموضوع ..
مساء الجمعه التقيت بأحد الاخوه، وأحببت أن استطلع وجهة نظره حول الحفل فقال لي لم استف منه الا تلك الورقه التي اعطيت اياها!!!
لكني حبست أنفاسي وربطتُ جأشي، وقلت معقباً لو لم تكن الا تلك الفائده لكفى ولكن دعني اطرح عليك التالي.. وطرحتُ عليها فكرة ان لكل فقره بُعداً يناقشه ولا يمكننا مطالبه الفقره بشيء ليس من اختصاصها .. ومن ثم قلت له الم تستفد شيئا من فقرة القرآن الكريم؟ قال نعم. قلت له الم تستفد شيئاً من المحور الحواري والابعاد الفقهيه التي طرحها الشيخ؟ قال نعم ... وهكذا عرجت معه في فقرات الحفل فكان يجيب بالايجاب فقلت اذن علام هذا التنكر لجدوى الحفل؟!!!!
فليعذرني بعض الاخوه ولكن الحفل التأبيني ليس كتاباً كبيراً بأفكار قليله، وليس فقاعه كبيره خاوية المحتوى. كانت رسالة الحفل كبيره وفؤادها كذلك. واذكر في هذا الصدد ما سرده الاخ سعيد الرواحي من لقياه بمجموعة من النساء من كبار السن وهن يحادثن بعضهن البعض بأن عليهن المباشره بكتابة الوصيه، فاذا كانت هذه الاستفاده تتحصل من شريحة كبار السن فما بالك ببقية الفئات العمريه.
هل كان الحفل معصوماً؟
بالتأكيد لم يخلو الحفل التأبيني من بعض نقاط الضعف، فالجميع يتفق على ان الحفل استغرق وقتاً طويلاً - أكثر مما ينبغي - خلق حاله من التعب والضيق في الجمهور، وان شاء الله تراعي ادارة الحفل هذه الملاحظه في الاحتفالات القادمه. كذلك قد اتفق مع البعض مع بعض الملاحظات - وقد يخالفني بعض الاخوه- في كون بعض الفقرات قد أخذت مساحة اكبر من مساحتها، فلعل المشهد الثاني من المسرحيه كان ليوفر علينا بعض الوقت خصوصاً انه مشهد كان اضافياً وليس أساسياً في المسرحيه. كذلك الحال بالنسبة للاحداث التي استعرضها الشيخ حفظه الله في النعي الاخير فقد أطال بعض الشيء في سرد المصيبه. كما كان يجدر بالشيخ أن يتناول محاور (لا وصية لوارث) بتمكنٍ أكثر مما ظهر، وكان عليه أن يركز على محور ظلامة اهل البيت عليهم السلام.
وقد توجد ملاحظات اخرى، ولكن ليكن شعارنا في النقد ان ننتقد بصورةٍ بناءه لتقويم البناء لا لهدمه...
ودمتم موفقين لكل خير ان شاء الله،،،
مساء الجمعه التقيت بأحد الاخوه، وأحببت أن استطلع وجهة نظره حول الحفل فقال لي لم استف منه الا تلك الورقه التي اعطيت اياها!!!
لكني حبست أنفاسي وربطتُ جأشي، وقلت معقباً لو لم تكن الا تلك الفائده لكفى ولكن دعني اطرح عليك التالي.. وطرحتُ عليها فكرة ان لكل فقره بُعداً يناقشه ولا يمكننا مطالبه الفقره بشيء ليس من اختصاصها .. ومن ثم قلت له الم تستفد شيئا من فقرة القرآن الكريم؟ قال نعم. قلت له الم تستفد شيئاً من المحور الحواري والابعاد الفقهيه التي طرحها الشيخ؟ قال نعم ... وهكذا عرجت معه في فقرات الحفل فكان يجيب بالايجاب فقلت اذن علام هذا التنكر لجدوى الحفل؟!!!!
فليعذرني بعض الاخوه ولكن الحفل التأبيني ليس كتاباً كبيراً بأفكار قليله، وليس فقاعه كبيره خاوية المحتوى. كانت رسالة الحفل كبيره وفؤادها كذلك. واذكر في هذا الصدد ما سرده الاخ سعيد الرواحي من لقياه بمجموعة من النساء من كبار السن وهن يحادثن بعضهن البعض بأن عليهن المباشره بكتابة الوصيه، فاذا كانت هذه الاستفاده تتحصل من شريحة كبار السن فما بالك ببقية الفئات العمريه.
هل كان الحفل معصوماً؟
بالتأكيد لم يخلو الحفل التأبيني من بعض نقاط الضعف، فالجميع يتفق على ان الحفل استغرق وقتاً طويلاً - أكثر مما ينبغي - خلق حاله من التعب والضيق في الجمهور، وان شاء الله تراعي ادارة الحفل هذه الملاحظه في الاحتفالات القادمه. كذلك قد اتفق مع البعض مع بعض الملاحظات - وقد يخالفني بعض الاخوه- في كون بعض الفقرات قد أخذت مساحة اكبر من مساحتها، فلعل المشهد الثاني من المسرحيه كان ليوفر علينا بعض الوقت خصوصاً انه مشهد كان اضافياً وليس أساسياً في المسرحيه. كذلك الحال بالنسبة للاحداث التي استعرضها الشيخ حفظه الله في النعي الاخير فقد أطال بعض الشيء في سرد المصيبه. كما كان يجدر بالشيخ أن يتناول محاور (لا وصية لوارث) بتمكنٍ أكثر مما ظهر، وكان عليه أن يركز على محور ظلامة اهل البيت عليهم السلام.
وقد توجد ملاحظات اخرى، ولكن ليكن شعارنا في النقد ان ننتقد بصورةٍ بناءه لتقويم البناء لا لهدمه...
ودمتم موفقين لكل خير ان شاء الله،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق